خلال جولتي اليومية في منتدى كورة تونسية, لقيت مقال عجبني برشة
أولا لأنه يعبر على شنوة أنا بيدي نحس, ولأنه أنيق وطريف وطريقة طرح الاشكال حلوة
هيا أحكموا وحدكم
آهلا و سهلا ..
بمن يعرفني ومن لا يعرفني .. بمن يساند آرائي ويدعمها .. وبمن يخالفها أيضاً ..
...
قال لي أستاذي ذات يوم .. أنني غريب .. غرابة في حد ذاتها غريبة .. ربما كلامه كان يحتوى على ألغاز كثيرة ..
وكلاما و رسائل بين السطور .. لكن لا علينا .. أرضى أن أكون غريبا على أن يداس على قلمي ولساني بأسفل الحذاء !
ربما أنا غريب لأنني أرى الأشياء من زوايا أخرى .. هي زوايا نظري الخاص لا أكثر .. فلا داعي لتهويل الأمور ..
لست بفيلسوف ولست بأنشتين عصري .. ولكن ما أريده هو أن أختلف عن الآخرين وأتمتع بحق هذا الإختلاف ..
أم في ذلك عيوب لم أدركها ؟!
ربما أنا غريب لأني أرى شعبي يغرق .. في حين نقرأ عن الرفاهية والتطور والإزدهار ..
آراه يغرق .. لأننا لم نعد نقدر على الإختلاف .. إنغمسنا في تبعية مقيتة حتى كدنا ننسى أن لكل منا شخصية .. و قيم .. و مبادئ .. و أسلوب .. وأفكار .. و طريقة حوار و تحاور ..
آراه يغرق .. لأننا اصبحنا نرى من يخالفنا أفكارنا عدوا .. يجب القضاء عليه .. لا البحث عن السبيل للتعايش معه في سلم وسلام ..
أراه يغرق .. لأن التونسي يرى أخاه التونسي متطرفا و إرهابيا .. لأنه عبر عن رأيه المختلف في مسألة كروية ثانوية ..
و كأني بكم تعيشون في غير البلد الذي أعيش .. ربما أعيش في وهم وها أنا أطالب منكم أن تفيقوني منه ..
فأنا أرى في نسبة البطالة تتضاعف .. وفي الإنحلال الأخلاقي يتزايد .. وفي الخراب يتكاثر ..
أرى نصف الكأس الفارغة .. لأن لي طموح .. لا ذلك الربع المليء !
و أنتم ترون هذا الفريق سرق .. و هذا اللاعب أخطأ .. و ذلك الصحافي إنحاز .. و تلك الكرة تجاوزت الخط , أم لم تتجاوز !
هل هذه هي محاور إهتمامكم أيها الآعضاء .. يا من قال عنكم صورة مصغرة للمجتمع ؟
أ هذا ما يهتم به مجتمعنا ؟ كرة مدوّرة .. و ملعب به مدرجات .. قناة بها أستوديو تحليلي .. ؟!
ومن ثم يقولون لي أن الشعب التونسي بخير .. ومنتدى كووورة تونسية بألف خير ..
في حين أن الأول يغرق .. و الثاني مات أو ربما إنتحر !!
و التونسي للتونسي رحمة
عاشت الكلمة الحرة ..