Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

Poésie

  • تميم البرغوثي أَمْرٌ طَبِيْعِيّ


    تميم البرغوثي

    أَمْرٌ طَبِيْعِيّ

    أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ            تَعُودُ إليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ

    أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً          كَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ

    فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ            كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ

    قَدِ اْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا     وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْ ظِلِّها الصَّخْرُ

    يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاها كُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ

    في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُ زُورٍ في البُروجْ

    في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلا سَبَبْ

    وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها

    فَتَظُنُّهم جِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"

    يَا ظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْ يُصَبْ

    في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِي عَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"

    وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،

    تَهْدِي خُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ

    يا أُمَّنا، والموتُ أَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ في سِلالِكْ

    وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِ عَامٍ عَنْ قِتَالِكْ

    حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَها جَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ

    وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍ أَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ

    يَا مَوْتَنَا، يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!

    يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ

    إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ

    وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ

    لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ

    يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي

    ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ

    يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،

    إنَّهَا عَرْجَاءُ، أَدْرِي

    إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي

    إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّها

    مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ

    أَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ

    يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟

    مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ

    يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"

    قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"

    يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ

    لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا

    قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ

    لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ

    يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،

    وَقُومِي،

    إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.

  • أهناك ما يستحق حتى نخنق المشاعر - تأليف عبدالله غباش

    يا أيها الذي تقرأ
    يا أي شيء
    بقي شبرا واحد من وصيتي
    وحفنة من التراب
    لأبقى منسيا للأبد
    مدينتنا تمنع عنا كل شيء حتى الهواء الذي يدخل في صدورنا يكون مرقع بخيوط الكذب
    ليس هذا ما أريد و لآخر مره ولن أعيد هذيان القصائد القديمة
    إلى أين أرحل حتى أحس بالغربة
    إلى أين أرحل حتى اشعر بالحنين

    أنا الذي لم يقرأ تاريخ المدينة ليعلم أنه أحد الضحايا
    ضحايا الوقت و ضحايا الموت الذي بدأ فينا منذ الولادة
    ارجعي دقايق ربما لن أستطيع أن أغير تقويم الزمان مثلما كان يفعل نزار لحبيباته
    لكني قد أغير هذا الإيقاع الذي نمشي فيه
    بحضورك كان الهواء يخنقني ولكنه كان يوصل للقب
    وبغيابك كيف سوف أصدق بأنه لن يمر حتى بالقلب

    ربما هناك شيء قد غاب ولكن الحنين التف على رقبتي
    والشوق تفشى في الجسم وبين خلايا الدماغ
    بعد كل هذه النقاشات التي دارت بيننا يقف الحب مكتوف الأيدي
    يحاول أن يصلح ما اقترف من الكلام الجميل
    يحن إليك، يشتاق لآخر مرة أن يجلس تحت شبابيك أظافرك الملونة
    هو يريد حياته هناك بعيدا عن الضجيج

    أهناك ما يستحق حتى نخنق المشاعر
    وتغص الأنفاس داخل الحنجرة
    و يشنق القلب على حبال الشك
    أتعرفون من هي ؟
    هي التي تغير رأي التاريخ في النساء
    هي أول النساء وأفضل النساء وأطهر النساء
    دائما كان يتختفي اسمها بين الكلام
    وأحيانا يطل من شرفة الكلام
    ربما تجدونه بأول المقاطع، ابحثوا عنه
    ربما تفقدونه، ولكن اعرفوا أنكم حكمتم بنهاية العالم

    تأليف عبدالله غباش

  • بقلم عبد الله غباش


    سئمتُ من الكتابة لأنها تمرغُ المشاعر في التراب

    وتجعلُ الأشواق طيناً و تُـنبتُ الطحالب على جدران القلب

    لم أعد قادراً على أن أخرج من هذا المستنقع الملوث الذي يسمى الوحده

    لم يعد هناك أحاسيس خضراء نظيفة كأعشاب أبريل الجميل

    لن يكتمل هذا الهلال في قلبكَ , فنصفه ضائع أو غائب أو غافل عنكَ

    أو إرتطم بنجم آخر غير نجمك

    و إذا أصبح يوماً ما بدراً فتأكد أنه تغيّرٌ في المناخ



    لا شيء يعجبني ولن !



    آخر كتاب قرأته وصدقت كلامه احترق

    آخر فتاة عشقتها وآمنت بحروفها عانقتْ القدر

    وجع كئيب يملأ الذاكرة و يمتد على مد البصر

    كَتبتُ عن العشاق و الأشواق

    عن المساكين و المجانين

    الطيبين و المجرمين

    البحار و الأنهار

    المد و الجزر

    ولم أفهم ما المشكلة

    ربما ليس فينا أي مشكلة

    ومع ذلك فلننهي هذه المهذلة

    لا أعرف من إنت ِ و لماذا على إسمك تسرع نبضاتي

    أخاف من عينيك ِ ... مما هو آتي

    لا أعرف إلى تأخذ أنفاسك ِ سفني

    و قلبي يتبع إتجاه الريح

    اتركيني لعلَّي أستريح

    سأصير يوماً ما أريد

    سأصير يوما ما أريد

    سأصير يوما ما أريد


    عبدالله غباش

  • قصيدة جدارية محمود درويش

     

    قصيدة جدارية محمود درويش
    هذا هو اسمكَ
    قالتِ امرأة
    وغابت في الممرّ اللولبي...
    أرى السماء هُناكَ في متناولِ الأيدي.
    ويحملني جناحُ حمامة بيضاءَ صوبَ
    طفولة أخرى. ولم أحلم بأني
    كنتُ أحلمُ. كلُّ شيء واقعيّ. كُنتُ
    أعلمُ أنني ألقي بنفسي جانباً...
    وأطيرُ. سوف أكون ما سأصيرُ في
    الفلك الأخيرِ. وكلُّ شيء أبيضُ،
    البحرُ المعلَّق فوق سقف غمامة
    بيضاءَ. واللا شيء أبيضُ في
    سماء المُطلق البيضاء. كُنتُ، ولم
    أكُن. فأنا وحيد في نواحي هذه
    الأبديّة البيضاء. جئتُ قُبيَل ميعادي
    فلم يظهر ملاك واحد ليقول لي:
    "ماذا فعلتَ، هناك، في الدنيا؟"
    ولم أسمع هتَافَ الطيَبينَ، ولا
    أنينَ الخاطئينَ، أنا وحيد في البياض،
    أنا وحيدُ...
    لا شيء يُوجِعُني على باب القيامةِ.
    لا الزمانُ ولا العواطفُ. لا أُحِسُّ بخفَّةِ
    الأشياء أو ثقل
    الهواجس. لم أجد أحداً لأسأل:
    أين "أيني" الآن؟ أين مدينة
    الموتى، وأين أنا؟ فلا عدم
    هنا في اللا هنا... في اللا زمان،
    ولا وُجُودُ
    وكأنني قد متُّ قبل الآن...
    أعرفُ هذه الرؤية وأعرفُ أنني
    أمضي إلى ما لستُ أعرفُ. رُبَّما
    ما زلتُ حيّاً في مكان ما، وأعرفُ
    ما أريدُ...
    سأصير يوماً فكرةً. لا سيفَ يحملُها
    إلى الأرض اليباب، ولا كتابَ...
    كأنها مطر على جبل تصدَّع من
    تفتُّحِ عُشبة،
    لا القُوَّةُ انتصرت
    ولا العدلُ الشريدُ
    سأصير يوماً ما أريدُ
    سأصير يوماً طائراً، وأسُلُّ من عدمي
    وجودي. كُلَّما احترقَ الجناحانِ
    اقتربت من الحقيقةِ. وانبعثتُ من
    الرماد. أنا حوارُ الحالمين، عَزفتُ
    عن جسدي وعن نفسي لأكملَ
    رحلتي الأولى إلى المعاني، فأحرقني
    وغاب. أنا الغيابُ، أنا السماويُّ
    الطريدُ. سأصير يوماً ما أريدُ
    سأصير يوماً شاعراً،
    والماءُ رهنُ بصيرتي. لُغتي مجاز
    للمجاز، فلا أقول ولا أشيرُ
    إلى مكان. فالمكان خطيئتي وذريعتي.
    أنا من هناك. "هُنايَ" يقفزُ
    من خُطايَ إلى مُخيّلتي...
    أنا من كنتُ أو سأكون
    يصنعُني ويصرعُني الفضاءُ
    اللانهائيُّ
    المديدُ.
    سأصير يوماً ما أريدُ
    سأصيرُ يوماً كرمةً،
    فليعتصرني الصيفُ منذ الآن،
    وليشرب نبيذي العابرون على
    ثُريّات المكان السكّريِّ!
    أنا الرسالةُ والرسولُ
    أنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ
    سأصير يوماً ما أريدُ
    هذا هوَ اسمُكَ
    قالتِ امرأة،
    وغابت في ممرِّ بياضها
    هذا هو اسمُكَ، فاحفظِ اسمكَ جيِّداً!
    لا تختلف معهُ على حرف
    ولا تعبأ براياتِ القبائلِ،
    كُن صديقاً لاسمك الأفقَيِّ
    جرِّبهُ مع الأحياء والموتى
    ودرِّربهُ على النُطق الصحيح برفقة
    الغرباء
    واكتبهُ على إحدى صُخور الكهف،
    يا اسمي: سوف تكبرُ حين أكبرُ
    الغريبُ أخُو الغريب
    سنأخذُ الأنثى بحرف العلَّة المنذور
    للنايات.
    يا اسمي: أين نحن الآن؟
    قل: ما الآن، ما الغدُ؟
    ما الزمانُ وما المكانُ
    وما القديمُ وما الجديدُ؟
    سنكون يوماً ما نريدُ (...).




  • مَنْ أَنا لأقول لكمْ ما أَقول لكمْ ؟


    podcast

     

    "لاعب النرد" آخر قصائد درويش

    الأحد أغسطس 10 2008

    مَنْ أَنا لأقول لكمْ

    ما أَقول لكمْ ؟

    وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ

    فأصبح وجهاً

    ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ

    فأصبح ناياً ...

    أَنا لاعب النَرْدِ ،

    أَربح حيناً وأَخسر حيناً

    أَنا مثلكمْ

    أَو أَقلُّ قليلاً ...

    وُلدتُ إلى جانب البئرِ

    والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ

    وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ

    وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً

    وانتميتُ إلى عائلةْ

    مصادفَةً ،

    ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ

    وأَمراضها :

    أَولاً - خَلَلاً في شرايينها

    وضغطَ دمٍ مرتفعْ

    ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ

    والجدَّة - الشجرةْ

    ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا

    بفنجان بابونجٍ ساخنٍ

    رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة

    خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ

    سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...

    ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ

    كانت مصادفةً أَن أكونْ

    ذَكَراً ...

    ومصادفةً أَن أَرى قمراً

    شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات

    ولم أَجتهد

    كي أَجدْ

    شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !

    كان يمكن أن لا أكونْ

    كان يمكن أن لا يكون أَبي

    قد تزوَّج أمي مصادفةً

    أَو أكونْ

    مثل أختي التي صرخت ثم ماتت

    ولم تنتبه

    إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ

    ولم تعرف الوالدةْ ...

    أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ

    قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /

    كانت مصادفة أَن أكون

    أنا الحيّ في حادث الباصِ

    حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّةْ

    لأني نسيتُ الوجود وأَحواله

    عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ

    تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها

    ودورَ الحبيب - الضحيَّةْ

    فكنتُ شهيد الهوى في الروايةِ

    والحيَّ في حادث السيرِ /

    لا دور لي في المزاح مع البحرِ

    لكنني وَلَدٌ طائشٌ

    من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ

    ينادي : تعال إليّْ !

    ولا دور لي في النجاة من البحرِ

    أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ

    رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ

    كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً

    بجنِّ الُمعَلَّقة الجاهليّةِ

    لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً

    لا تطلُّ على البحرِ

    لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القرى

    تخبز الليلَ

    لو أَن خمسة عشر شهيداً

    أَعادوا بناء المتاريسِ

    لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ

    رُبَّما صرتُ زيتونةً

    أو مُعَلِّم جغرافيا

    أو خبيراً بمملكة النمل

    أو حارساً للصدى !

    مَنْ أنا لأقول لكم

    ما أقول لكم

    عند باب الكنيسةْ

    ولستُ سوى رمية النرد

    ما بين مُفْتَرِسٍ وفريسةْ

    ربحت مزيداً من الصحو

    لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ

    بل لكي أَشهد اﻟﻤﺠزرةْ

    نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ

    وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ

    وخفتُ كثيراً على إخوتي وأَبي

    وخفتُ على زَمَنٍ من زجاجْ

    وخفتُ على قطتي وعلى أَرنبي

    وعلى قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ

    وخفت على عِنَبِ الداليةْ

    يتدلّى كأثداء كلبتنا ...

    ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ

    حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أريدُ

    من الغد - لا وقت للغد -

    أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ /

    أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أسرعُ / أبطئ / أهوي

    / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ

    / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ

    / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى

    / أرى / لا أرى / أتذكَُّر / أَسمعُ / أبصرُ / أهذي /

    أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أجنّ /

    أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أدْمَى

    / ويغمى عليّ /

    ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك

    مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيشِ /

    لا دور لي في حياتي

    سوى أَنني ،

    عندما عَلَّمتني تراتيلها ،

    قلتُ : هل من مزيد ؟

    وأَوقدتُ قنديلها

    ثم حاولتُ تعديلها ...

    كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً

    لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،

    والريح حظُّ المسافرِ ...

    شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ

    أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ

    لأن الجنوب بلادي

    فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي

    ربيعاً خريفاً ..

    أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ

    ثم أطيل سلامي

    على الناصريِّ الذي لا يموتُ

    لأن به نَفَسَ الله

    والله حظُّ النبيّ ...

    ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ

    ...

    من سوء حظّيَ أَن الصليب

    هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا !

    مَنْ أَنا لأقول لكم

    ما أقولُ لكم ،

    مَنْ أنا ؟

    كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ

    والوحي حظُّ الوحيدين

    « إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ »

    على رُقْعَةٍ من ظلامْ

    تشعُّ ، وقد لا تشعُّ

    فيهوي الكلامْ

    كريش على الرملِ /

    لا دَوْرَ لي في القصيدة

    غيرُ امتثالي لإيقاعها :

    حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً

    وحَدْساً يُنَزِّلُ معنى

    وغيبوبة في صدى الكلمات

    وصورة نفسي التي انتقلت

    إلى غيرها « أَنايَ » من

    واعتمادي على نَفَسِي

    وحنيني إلى النبعِ /

    لا دور لي في القصيدة إلاَّ

    إذا انقطع الوحيُ

    والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ

    كان يمكن ألاَّ أحبّ الفتاة التي

    سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟

    لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...

    كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما

    هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...

    هكذا تولد الكلماتُ . أدرِّبُ قلبي

    على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...

    صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي

    ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ

    إذا التقتِ الاثنتانِ :

    أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ

    يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ

    ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا

    عواصفَ رعديّةً كي نصير إلى ما تحبّ

    لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .

    وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .

    فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -

    لا شكل لك

    ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً

    أَنت حظّ المساكين /

    من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً

    من الموت حبّاً

    ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً

    لأدخل في التجربةْ !

    يقول المحبُّ اﻟﻤﺠرِّبُ في سرِّه :

    هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ

    فتسمعه العاشقةْ

    وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ

    كالبرق والصاعقة

    للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني

    إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...

    في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع

    الهواءُ

    الفكاكَ من الوردةِ /

    انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي

    فاُخطئ في اللحنِ /

    في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ

    لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني

    لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،

    وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :

    تحيا الحياة !

    على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /

    حتى على الريح ، لا أستطيع الفكاك

    من الأبجدية /

    لولا وقوفي على جَبَلٍ

    لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلى !

    ولكنَّ مجداً كهذا الُمتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ

    صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً

    ولا يستطيع النزول على قدميه

    فلا النسر يمشي

    ولا البشريُّ يطير

    فيا لك من قمَّة تشبه الهاوية

    أنت يا عزلة الجبل العالية !

    ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ

    أو سأكونْ ...

    هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ

    قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا

    أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء

    نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد

    نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ

    نحن الذين كتبنا النصوص لهم

    واختبأنا وراء الأولمب ...

    فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون

    وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون

    ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال

    هو الواقعيُّ على خشبات المسارحِ /

    خلف الكواليس يختلف الأَمرُ

    ليس السؤال : متى ؟

    بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ

    مَنْ أنا لأقول لكم

    ما أقول لكم ؟

    كان يمكن أن لا أكون

    وأن تقع القافلةْ

    في كمين ، وأن تنقص العائلةْ

    ولداً ،

    هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ

    حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً

    على هذه الكنبةْ

    بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب

    ولا صوتُهُ ،

    بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه

    قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ

    كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو

    لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً

    فوق فُوَهَّة الهاويةْ

    ربما قال : لو كنتُ غيري

    لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ

    هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً

    كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ

    ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ

    في الهواء المقَطَّر بالماء ...

    لو كان في وسعه أن يرى غيره

    لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،

    وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...

    ولو كان أَذكى قليلاً

    لحطَّم مرآتَهُ

    ورأى كم هو الآخرون ...

    ولو كان حُرّاً لما صار أسطورةً ...

    والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ...

    لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ

    بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول

    ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى

    يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرملِ

    كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ .

    والسراب يناديه

    يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ

    إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا

    ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ،

    وماء .

    ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب

    لما كنت حيّاً إلى الآن /

    من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ

    توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل

    حين تبدو السماءُ رماديّةً

    وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً

    من شقوق جدارْ

    لا أقول : السماء رماديّةٌ

    بل أطيل التفرُّس في وردةٍ

    وأَقول لها : يا له من نهارْ !

    ولاثنين من أصدقائي أقول على مدخل

    الليل :

    إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ

    مثلنا ... وبسيطاً

    كأنْ : نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ

    نحن الثلاثة ،

    مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا

    وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً

    منذ يومين ،

    فلنحتفل بسوناتا القمرْ

    وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء

    فغضَّ النظرْ !

    لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ

    وخياليَّةُ الأمكنةْ

    بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ

    ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً

    لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها

    نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ

    بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك

    وصلَّى على صخرة فبكتْ

    وهوى التلُّ من خشية الله

    مُغْمىً عليه

    ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ

    متحفاً للهباء ...

    لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك

    من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين

    يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في

    خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ...

    يموت الجنود مراراً ولا يعلمون

    إلى الآن مَنْ كان منتصراً !

    ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا :

    لو انتصر الآخرون على الآخرين

    لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أخرى

    يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً . « أحبك خضراءَ »ُ

    تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ

    أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...

    برفقِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .

    أَنا بذرة من بذورك خضراء ... /

    تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ

    كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...

    من أنا لأقول لكم

    ما أَقول لكم ؟

    كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا

    كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...

    كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ

    بي صباحاً ،

    ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى

    فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ

    كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ

    ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ

    كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،

    أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي

    عن الأرزة الساهرةْ

    كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ،

    أَن أَتشظّى

    وأصبح خاطرةً عابرةْ

    كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،

    أَن أَفقد الذاكرة .

    ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً

    فأصغي إلى جسدي

    وُأصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ

    فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق

    عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً

    وُأخيِّب ظنّ العدم

    مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟

    مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟

    نشرت في الثاني من تموز (يوليو)2008

  • شيد جدارك للشاعر المصري د. أحمد حمدي والي

    Mubarak+in+Amman+2.jpg

    * ألقيتْ في المؤتمر العام لنصرة غزة بمدينة المنصورة بمصر*

    شيِّد جدارك
    واصنع من الفولاذ عارك
    وانقش على سيناء وشْم الذل ولتكشف عوارك
    أسكرتنا كذبًا.. وسُقت على مسامعنا من الزور انتصارك
    أغلقتَ ظهر الأرض كيْما يذعنوا
    فتألقوا في صبرهم.. وهُزمت أنت ومَن أثارك
    ألجأتهم بطن البسيطة علّهم
    أن يدخلوا بعض الدواء إذا تعَاظم جرحهم
    أو يدخلوا بعض الطعام إذا تجبَّر جوعهم
    وأَبَـيْت ذاك... فرُحت ترسل مستشارك
    من أي "غيـْطٍ" جاء لا أدري.. فما ذنب الكنانة كي تُنـصِّبها حمارك
    ليقول للدنيا بأن الغدر شيمتكم
    وأن سيادة الأوطان أن تقتل جارك
    وسيادة الأوطان يلزمها جدارٌ يمنع الأنفاق أن تكسو الصغار
    ويُؤمِّن المحتلَ في تلك الديار
    فغدوتَ تُصليهم حصارك
    شيِّد جدارك
    واحشد عليهم ألف سجان..
    وقل للعلقمي كفيتكم.. فاحفظ تتارك
    واقرأ على الأعداء سِفر الذلِّ.. ثم اقرأ على نعش العروبة ما تيسر من "تبارك"
    واشرب مع الأقزام من حكامنا
    نخْب الفضيحة من دموع صِغارنا.. والعن صَغـَارك
    ما عاد يؤلم أهل غزة فعلكم
    مَن يطلب النصرة ممن.. قد تصَهْين أو تَمَارك
    لو كنت حرًّا ما فعلت.. ولا أسأت لمصرنا
    ولَصُنت في الدنيا دِثـَارك
    لكنني والكل يعلم واثقًا.. ليس القرار هنا قرارك
    لن تغفر الأجيال سوء فعالكم
    وشواهد التاريخ لن تنسى عِثارك
    شيد ففوق العرش ربٌ قادرٌ
    والشعب فوق الأرض يشتاق اندحارك

    87425790vo9.jpg

  • تميم البرغوثي - في العالم العربي تعيش

     

     

     

    في العالم العربي تعيش

    كما قط ساكن تحت عربية

    عينيه ما تشوفش م الدنيا دي حاجة الا الجزم

    في العالم العربي تعيش

    كما بهلوان السيرك تحتك بهلوان دايس عليه

    وفوق دماغك بهلوان دايس عليك

    والكل واقف محترم

    في العالم العربي تعيش،

    مباراة بقى لها ألف عام

    لعيبة تجري يمين شمال

    والكورة طول الوقت في إدين الحكم

    في العالم العربي، تقول للبنت حبيتك

    وتبقى البنت بتحبك، وبتموت فيك

    تناولك بالألم

    في العالم العربي تعيش

    تشتم في طعم المية والطعمية والقهوة وروادها وفى مراتك وأولادها وحر وزحمة الأتوبيس

    وفي اللي بيعمله إبليس، وفي التفليس

    ولو سألوك تقول الحمد لله ربنا يديمها نعم

     

    في العالم العربي تعيش، كما دمعة في عيون الكريم المحنة تطردها يرجعها الكرم

    في العالم العربي تعيش تلميذ في حوش المدرسة من غير فطار عينه على  الشارع وبيحيي العلم

    في العالم العربي تعيش، بتبص في الساعة وخايف نشرة الأخبار تفوت

    علشان تشوف ع الشاشة ناس

    في العالم العربي

    تموت

  • تميم البرغوثي - أَمْرٌ طَبِيْعِيّ

     

    tamim.jpg

     

    أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ            تَعُودُ إليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ

    أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً          كَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ

    فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ            كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ

    قَدِ اْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا     وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْ ظِلِّها الصَّخْرُ

     

    يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاها كُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ

    في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُ زُورٍ في البُروجْ

    في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلا سَبَبْ

    وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها

    فَتَظُنُّهم جِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"

    يَا ظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْ يُصَبْ

    في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِي عَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"

    وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،

    تَهْدِي خُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ

     

    يا أُمَّنا، والموتُ أَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ في سِلالِكْ

    وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِ عَامٍ عَنْ قِتَالِكْ

    حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَها جَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ

    وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍ أَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ

    يَا مَوْتَنَا، يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!

     

    يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ

    إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ

    وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ

    لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ

    يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي

    ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ

     

    يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،

    إنَّهَا عَرْجَاءُ، أَدْرِي

    إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي

    إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّها

    مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ

    أَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ

    يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟

    مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ

     

    يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"

    قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"

     

    يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ

    لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا

    قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ

    لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ

     

    يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،

    وَقُومِي،

    إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.


  • ستّون عاماً ما بكم خجل - تميم البرغوثي

     

    ستّون عاماً ما بكم خجل
    للشاعر الفلسطيني
    تميم البرغوثي


    إن سار أهلي فالدهرُ يتّبع ** يشهدُ أحوالهم ويستمعُ
    يأخذ عنهم فنّ البقاء فقد ** زادوا عليه الكثير وابتدعوا
    وكلّما همّ أن يقول لهم ** بأنّهم مهزومون ما اقتنعوا
    يسيرُ إن ساروا في مظاهرةٍ ** في الخلف فيه الفضول والجزعُ
    يكتب في دفتر طريقتهم ** لعلّه بالدروس ينتفعُ
    لو صادف الجمعُ الجيشَ يقصده ** فإنّه نحو الجيش يندفعُ
    فيرجع الجند خطوتين فقط ** ولكن القصد أنّهم رجعوا
    أرضٌ أُعيدت ولو لثانيةٍ ** والقوم عزلٌ والجيش مدّرع

    ويصبح الغازُ فوقهم قطعاً ** أو السما فوقه هي القطعُ
    وتُطلب الريح وهي نادرةٌ ** ليست بماءٍ لكنّها جرعُ
    ثم تراهم من تحتها انتشروا ** كزئبقٍ في الدخان يلتمعُ
    لكي يظلّوا الرصاص بيْنهمو ** تكاد منه السقوف تنخلعُ
    حتى تجلّت عنهم وأوجههم ** زهر ووجه الزمان ممتقعُ
    كأنّ شمساً أعطت لهم عِدَةً ** أن يطلّع الصبح حيثما طلعوا
    تعرف أسمائهم بأعينهم ** تنكّروا باللثام أو خلعوا
    ودار مقلاع الطفل في يده ** دورة صوفي مسّه ولعُ
    يعلمُ الدهر أن يدور على ** من ظنّ أنّ القوي يمتنعُ
    وكل طفل في كفه حجرٌ ** ملخّص فيه السهل واليفعُ
    جبالهم في الأيدي مفرقةٌ ** وأمرهم في الجبال مجتمعُ
    يأتون من كل قريةٍ زُمراً ** إلى طريقٍ لله ترتفعُ
    تضيق بالناس الطرق إن كثروا ** وهذه بالزحام تتسعُ

    إذا رأوها أمامهم فرحوا ** ولم يبالوا بأنّها وجعُ
    يبدون للموت أنّه عبثٌ ** حتى لقد كاد الموت ينخدعُ
    يقول للقوم وهو معتذرٌ ** ما بيدي ما آتي وما أدعُ
    يظلّ مستغفراً كذي ورعٍ ** ولم يكن من صفاته الورعُ
    لو كان للموت أمره لغدتْ ** على سوانا طيوره تقعُ
    أعدائنا خوفهم لهم مددٌ ** لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا
    فخوفهم دينهم وديدنهم **عليه من قبل يولدوا طُبعوا
    قُل للعدا بعد كل معركةٍ ** جنودكم بالسلاح ما صنعوا
    لقد عرفنا الغزاة قبْلكمو** ونُشهد الله فيكم البدعُ
    ستّون عاماً ومابكم خجــلٌ ** الموت فينا وفيكم الفزعُ
    أخزاكم الله في الغزاة فما ** رأى الورى مثلكم ولا سمعوا
    حين الشعوب انتقت أعاديها ** لم نشهد القرعة التي اقترعوا
    لستم بأكفائنا لنكرهكم ** وفي عَداء الوضيع ما يضعُ
    لم نلقى من قبلكم وإن كثروا ** قوماً غزاةً إذا غزوا هلعوا
    ونحن من هاهنا قد اختلفت ** قِدْماً علينا الأقوام والشيعُ
    سيروا بها وانظروا مساجدها ** أعمامها أو أخوالها البِيَعُ
    قومي ترى الطير في منازلهم ** تسير بالشرعة التي شرعوا
    لم تُنبت الأرض القوم بل نبتت ** منهم بما شيّدوا وما زرعوا
    كأنّهم من غيومها انهمروا ** كأنّهم من كهوفها نبعوا
    والدهر لو سار القوم يتّبع ** يشهد أحوالهم ويستمعُ
    يأخذ عنهم فنّ البقاء فقد ** زادوا عليه الكثير وابتدعوا
    وكلّما همّ أن يقول لهم ** بأنّهم مهزومون ما اقتنعوا

     

  • د. تميم البرغوثي : في القدس


    في القدس


    مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

    فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

    تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

    وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها

    فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها

    متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها 



    في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته

    يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ

    في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا

    يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

    في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،

    رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

    قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

    وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

    تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

    مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

    في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

    في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

    في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ



    وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً

    أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم

    ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

    أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ

    حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ

    في القدسِ كلًّ فتى سواكْ

    وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها

    ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها

    رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ

    في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ



    يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،

    فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

    دهر مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ

    وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ



    والقدس تعرف نفسها،

    إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ

    فكلُّ شيئ في المدينةِ

    ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ



    في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ

    حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ

    تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ



    في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ

    في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،

    فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،

    تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها

    تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها

    تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها

    إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها

    وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها

    ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً

    إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ



    في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ

    كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ

    ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،

    أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،

    وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،

    فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،

    حتى إذا طال الخلافُ تقاسما

    فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ 

    إن أرادَ دخولَها

    فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ



    في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،

    باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،

    فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ



    في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ

    واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

    وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"

    وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"



    في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،

    كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،

    والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ



    في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً

    لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ

    يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ



    في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،

    فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ



    في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها

    الكل مرُّوا من هُنا

    فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا

    أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

    فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ

    والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ، 

    فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

    كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

    يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا

    يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ



    العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها

    والقدس صارت خلفنا

    والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،

    تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ

    إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ

    قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ

    يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟

    أَجُنِنْتْ؟

    لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ

    لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

    في القدسِ من في القدسِ لكنْ

    لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ

  • أسود .. ملون ..

    قصيدة رشحتها الأمم المتحدة كأحسن قصيدة لعام 2006 كتبها طقل أفريقي
    ترجمها عن الإنجليزية: عبد الحكم سليمان



    أولد أسود
    وحين أكبر .. اسود
    وعندما أركض في الشمس
    أظل كما أنا أسود
    وحينما ينتابني الخوف
    فإني أسود
    وفي مرضي
    يصير لوني أسود
    وحين أموت فلا أزال كما أنا
    أسود

    وانت يا زميلي الأبيض
    تولد قرنفلياً
    وعندما تترعرع
    تصبح أبيض
    وحين تمرح في الشمس
    فلونك أحمر
    وحين ينتابك البرد
    فإنك أزرق
    وحينما تخاف يبهت لونك
    يصبح أصفر
    وحين تكون مريضا
    فلونك أخضر
    وعند الموت ...
    رماديّ اللون تموت

    ثم تقول بأني ملوّن !!

    __________________

    30.jpg
  • كيف نشفى من حب تونس

    goodbye-Darwich.jpg?et=Sw4kPTKmMAwefPqIdJODLQ&nmid=0

    كيف نشفى من حب تونس

    (...)

    كيف نشفى من حب تونس الذي فينا مجرى النفس
    لقد راينا في تونس من الالفة و الحنان والسند السمح ما لم نره في اي مكان اخر
    لذلك نخرج منها كما لم نخرج من اي مكان اخر
    نقفز من حضنهاالى موطئ القدم الاول
    في ساحة الوطن الخلفية
    بعدما تجلت لنا فيها
    في البشر و الشجر و الحجر
    صور ارواحنا المعلقة كعاملات النحل على ازهار السياج البعيد

    (...)

    فهل نقول لك شكرا
    لم اسمع عاشقين يقولان شكرا
    و لكن شكرا لك لانك انت من انت
    حافظي على نفسك يا تونس
    سنلتقي غدا على ارض اختك فلسطين

    (...)

    محمود درويش

    ***

    تونس و درويش

    درويش و تونس قصة عشق ازلية احبها و احبته تبنته و تبناها كانت له الدفء فكان لها الوفاء
    لذلك قال ما قال يوم حان موعد عودة الفلسطينين الى ارضهم الاولى و الاخيرة فكانت مشاعر درويش تتراقص بين سعادة العودة و الم المغادرة

    ***

    و اليوم يرحل محمود درويش من جديد و لكن الى الموطن الاخر

    ***


    الى اسير السرائر و خبير العلي على المخافر
    اليك ايا قليم الانامل و عصي المخابر
    الى دفقك الثائر على الكبائر

    الى و على رسلك تخطو المهجة
    والدفاتر
    وفاء وفاء و ذكرى تكسو المقلة
    كما هاذي الستائر

    سود خضر بيض حمر كما حبري و وعد الدمعة
    كما حزني و قطر الشمعة

    غمس اليم السواد و شوق ديوان واعد
    غمز اخير مسالم و حرق ايمان دائم

    دعا الطبيب السماء و دوى الدواء في القليب
    والتوى المحمود مبتسما للحكيم
    و انتشى القلب  مكتنزا دقات الرحيل

    دقت الدقيقة و حام الحمام
    قامت ليلى من سباتها
    عزفت على السماء زغاريدها
    و استلمت قلم فحيل الشعراء
    نزلت سهلا ايا هديل اليمام و رفعت جبلا على سهول باذن الجليل

  • مارسيل خليفة ...غناء في تأبين

    mahmood_marseel.jpg

    عمان 13-8-2008 -

    خرج الفنان مارسيل خليفة عن كل ما هو مألوف حينما أعطى ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الكلام له في مطار ماركا في عمان، فلم يجد سوى الشدو بشعر محمود درويش:

    سلام عليك وأنت تعدين نار الصباح

    سلام عليك وأنت تعدين نار الصباح

    سلام عليك سلام عليك

    أما آن لي أن أقدم بعض الهدايا إليك

    أما آن لي أن أعود إليك

    لديني .. لأشرب منك حليب البلاد..

    حليب البلاد ....حليب البلاد

    لديني لأشرب منك حليب البلاد...

    حليب البلاد... حليب البلاد

    وأبقى صبيا على ساعديك

    وابقي صبيا إلى أبد الآبدين..

    وابقي صبيا على ساعديك

    وابقي صبيا على ساعديك

    إلى أبد الآبدين

    أما آن لي أن أقدم بعض الهدايا إليك

    أن أعود إليك

    أحن إلى خبز صوتك يا أمي

    أحن إليك يا أمي

    أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي

    ولمسة أمي

    أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي

    ولمسة أمي

    وتكبر في الطفولة

    يوما على صدر يوم

    وتكبر في الطفولة

    يوما على صدر يوم

    وأعشق عمري لأني إذا مت

    أخجل من دمع أمي

    آه.....

    من دمع أمي

    يطير الحمام

    يحط الحمام

    يطير الحمام ...

    يحط الحمام

    يطير الحمام..

    يحط الحمام..

    أنا لحبيبي أن

    وحبيبي لنجمته الشاردة

    فنم يا حبيبي

    عليك ظفائر شعري

    عليك السلام

    ونم يا حبيبي

    عليك ظفائر شعري

    عليك السلام

    يطير الحمام

    يحط الحمام
  • بطاقة هوية

    577359.jpg





    سجل

    أنا عربي

    و رقم بطاقتي خمسون ألف

    و أطفالي ثمانية

    و تاسعهم سيأتي بعد صيف

    فهل تغضب

    سجل

    أنا عربي

    و أعمل مع رفاق الكدح في محجر

    و أطفالي ثمانية

    أسل لهم رغيف الخبز

    و الأثواب و الدفتر

    من الصخر

    و لا أتوسل الصدقات من بابك

    و لا أصغر

    أمام بلاط أعتابك

    فهل تغضب

    سجل

    أنا عربي

    أنا إسم بلا لقب

    صبور في بلاد كل ما فيها

    يعيش بفورة الغضب

    جذوري

    قبل ميلاد الزمان رست

    و قبل تفتح الحقب

    و قبل السرو و الزيتون

    و قبل ترعرع العشب

    أبي من أسرة المحراث

    لا من سادة نجب

    وجدي كان فلاحا

    بلا حسب و لا نسب

    يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

    و بيتي كوخ ناطور

    من الأعواد و القصب

    فهل ترضيك منزلتي

    أنا إسم بلا لقب

    سجل

    أنا عربي

    و لون الشعر فحمي

    و لون العين بني

    و ميزاتي

    على رأسي عقال فوق كوفية

    و كفى صلبة كالصخر

    تخمش من يلامسها

    و عنواني

    أنا من قرية عزلاء منسية

    شوارعها بلا أسماء

    و كل رجالها في الحقل و المحجر

    فهل تغضب

    سجل

    أنا عربي

    سلبت كروم أجدادي

    و أرضا كنت أفلحها

    أنا و جميع أولادي

    و لم تترك لنا و لكل أحفادي

    سوى هذي الصخور

    فهل ستأخذها

    حكومتكم كما قيلا

    إذن

    سجل برأس الصفحة الأولى

    أنا لا أكره الناس

    و لا أسطو على أحد

    و لكني إذا ما جعت

    آكل لحم مغتصبي

    حذار حذار من جوعي

    و من غضبي

  • تأبين شاعر الأمة محمود درويش

    mahmouddarwish.jpg







    رحل الشاعر

    ترك المشاعر

    وكلمات مدوية في الظلام

    تنشد السلام

    وتدعو

    الى عودة الابن الى الدار

    الى طلوع النهار

    رحل

    ولم يسمع اعلانه

    يقرأ في القدس أمامه

    لم ير ألوان الوطن

    ترفرف في الصحن

    صحن الأقصى الفلسطيني

    صحن الأقصى العربي

    رحل

    ولم يغادر

    فسيبقى صوته الهادر

    يشهر بالعدوان الغادر

    يرفض أن يطول اليل أكثر

    أن يصبح الجرح أكبر

    وينادي

    فلسطين انهضي

    واتحدي

    أتنفس نسيمك

    من لحدي

    فستبقي أمي

    الى الأبد


    بهاء الديا الحجري

    10 أوت 2008

  • مقتطفات من آخر روائع محمود درويش – لاعب النرد

    577359.jpg
    مَنْ أَنا لأقول لكمْ

    ما أَقول لكمْ ؟

    وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ

    فأصبح وجهاً

    ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ

    فأصبح ناياً ...

    أَنا لاعب النَرْدِ ،

    أَربح حيناً وأَخسر حيناً

    أَنا مثلكمْ

    أَو أَقلُّ قليلاً ...

    وُلدتُ إلي جانب البئرِ

    والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ

    وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ

    وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً

    وانتميتُ إلي عائلةْ

    مصادفَةً ،

    ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ

    وأَمراضها :

    أَولاً - خَلَلاً في شرايينها

    وضغطَ دمٍ مرتفعْ

    ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ

    والجدَّة - الشجرةْ

    ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا

    بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ

    رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة

    خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ

    سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...

    ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ

    كانت مصادفةً أَن أكونْ

    ذَكَراً ...

    ومصادفةً أَن أَري قمراً

    شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات

    ولم أَجتهد

    كي أَجدْ

    شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !

    كان يمكن أن لا أكونْ

    كان يمكن أن لا يكون أَبي

    قد تزوَّج أُمي مصادفةً

    أَو أكونْ

    مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت

    ولم تنتبه

    إلي أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ

    ولم تعرف الوالدة ْ ...

    أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ

    قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ

    كانت مصادفة أَن أكون

    أنا الحيّ في حادث الباصِ

    حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ

    لأني نسيتُ الوجود وأَحواله

    عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ

    تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها

    ودورَ الحبيب - الضحيَّة ْ

    فكنتُ شهيد الهوي في الروايةِ

    والحيَّ في حادث السيرِ

    لا دور لي في المزاح مع البحرِ

    لكنني وَلَدٌ طائشٌ

    من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ

    ينادي : تعال إليّْ !

    ولا دور لي في النجاة من البحرِ

    أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ

    رأي الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ

    كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً

    بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ

    لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً

    لا تطلُّ علي البحرِ

    لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القري

    تخبز الليلَ

    لو أَن خمسة عشر شهيداً

    أَعادوا بناء المتاريسِ

    لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ

    رُبَّما صرتُ زيتونةً

    أو مُعَلِّم جغرافيا

    أو خبيراً بمملكة النمل

    أو حارساً للصدي !

    مَنْ أنا لأقول لكم

    ما أقول لكم

    عند باب الكنيسةْ

    ولستُ سوي رمية النرد

    ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ

    ربحت مزيداً من الصحو

    لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ

    بل لكي أَشهد المجزرةْ

    نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ

    وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ

    وخفتُ كثيراً علي إخوتي وأَبي

    وخفتُ علي زَمَن ٍ من زجاجْ

    وخفتُ علي قطتي وعلي أَرنبي

    وعلي قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ

    وخفت علي عِنَبِ الداليةْ

    يتدلّي كأثداء كلبتنا ...

    ومشي الخوفُ بي ومشيت بهِ

    حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أُريدُ

    من الغد - لا وقت للغد -

    أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ / أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أري / لا أري / أتعثَّرُ / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسي / أري / لا أري / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي / أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَي / ويغمي عليّ /

    ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك

    مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ

    ..

    ...

    ويقول:

    مَنْ أنا ؟

    كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ

    والوحي حظُّ الوحيدين

    إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ

    علي رُقْعَةٍ من ظلامْ

    تشعُّ ، وقد لا تشعُّ

    فيهوي الكلامْ

    كريش علي الرملِ

    لا دَوْرَ لي في القصيدة

    غيرُ امتثالي لإيقاعها:

    حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً

    وحَدْساً يُنَزِّلُ معني

    وغيبوبة في صدي الكلمات

    وصورة نفسي التي انتقلت

    من أَنايَ إلي غيرها

    واعتمادي علي نَفَسِي

    وحنيني إلي النبعِ

    لا دور لي في القصيدة إلاَّ

    إذا انقطع الوحيُ

    والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ

    كان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي

    سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟

    لو لم أَكن في طريقي إلي السينما

    كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما

    هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما

    هكذا تولد الكلماتُ . أُدرِّبُ قلبي

    علي الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ

    صوفيَّةٌ مفرداتي. وحسِّيَّةٌ رغباتي

    ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ

    إذا التقتِ الاثنتان ِ :

    أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ

    يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ

    ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا

    عواصفَ رعديّةً كي نصير إلي ما تحبّ

    لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .

    وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .

    فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -

    لا شكل لك

    ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً

    أَنت حظّ المساكين /

    من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً

    من الموت حبّاً

    ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً

    لأدخل في التجربةْ !

    يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه :

    هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ

    فتسمعه العاشقةْ

    وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ

    كالبرق والصاعقة

    للحياة أقول : علي مهلك ، انتظريني

    إلي أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...

    في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُ

    الفكاكَ من الوردةِ /

    انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي

    فاُخطئ في اللحنِ /

    في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ

    لنشيد الوداع . علي مَهْلِكِ اختصريني

    لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،

    وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :

    تحيا الحياة

  • أحبك أكثر - محمود درويش

    أحبك أكثر - محمود درويش


    تَكَبَّرْ…تَكَبَّر!
    فمهما يكن من جفاك
    ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك
    وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
    نسيمك عنبر
    وأرضك سكَّر
    وإني أحبك… أكثر
    يداك خمائلْ
    ولكنني لا أغني
    ككل البلابلْ
    فإن السلاسلْ
    تعلمني أن أقاتلْ
    أقاتل… أقاتل
    لأني أحبك أكثر!
    غنائي خناجر وردْ
    وصمتي طفولة رعد
    وزنبقة من دماء
    فؤادي،
    وأنت الثرى والسماء
    وقلبك أخضر…!
    وَجَزْرُ الهوى، فيك، مَدّ
    فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
    وأنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
    نسيمك عنبر
    وأرضك سكَّر
    وقلبك أخضر…!
    وإنِّي طفل هواك
    على حضنك الحلو
    أنمو وأكبر!
     
    je propose de l'écouter chantée par omaima ici http://fr.youtube.com/watch?v=VCXlmvhm7kc

  • عندما يذهب الشهداء الى النوم



    عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو

    وأحرسهم من هواة الرِّثاء

    أقول لهم

    تُصبحون على وطن

    من سحابٍ ومن شجرٍ

    من سراب وماء

    أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل

    ومن قيمة المذبح الفائضة

    وأسرقُ وقتَا لكي يسرقوني من الوقتِ

    هل كُلُنا شهداء؟

    وأهمس

    يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحداً

    لحبال الغسيل

    اتركوا ليلةًَ للغناء

    اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً

    وناموا على سلم الكرمة الحامضة

    لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم

    وانقلاب الكتاب على الأنبياء

    وكونوا نشيد الذي لا نشيد له

    عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء

    أقول لكم

    تصبحون على وطنٍ

    حمّلوه على فرس راكضه

    وأهمس

    يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا

    حبل مشنقةٍ غامضه