مرسيل خليفة
-
يطير الحمام مرسيل خليفة
يطير الحماميحطّ الحمامأعدّي لي الأرض كي أستريحفإني أحبّك حتى التعبصباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهبونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخاموأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍلا تعانق غير الغماموأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنبوأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغتربوإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختاميطير الحماميحطّ الحمامأنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحدهأنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشاردهوندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراهوحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراهوأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقيوأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائدهفنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسدهونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلاميطير الحماميحطّ الحمامرأيت على البحر إبريلقلت: نسيت انتباه يديكنسيت التراتيل فوق جروحيفكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في مناميوكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخإني أحبّك كي تستريحيأناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولي إليكفكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمامعناوين روحيوأن تختفي كالمدى في السفوحلأدرك أنّك بابل، مصر، وشاميطير الحمام يحطّ الحمامإلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،من مراياي من قمري، من خزانة عمريومن سهري، من ثيابي ومن خفريإلى أين تأخذني يا حبيبيإلى أين تشعل في أذنيّ البراريتحمّلني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني،ثم تتركني في طريق الهواء إليكحرامٌ... حراميطير الحمام يحطّ الحمام- لأني أحبك، خاصرتي نازفهوأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخافتعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًاتعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفهأحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفهأحبك يا لعنة العاطفهأخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصلأحبّك إذ أشتهيكأحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملأحبك إذ أشتهيك أطوّع روحي على هيئة القدمين- على هيئة الجنّتين أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفهأموت، ليجلس فوق يديك الكلاميطير الحمام يحطّ الحماملأني أحبّك (يجرحني الماء) والطرقات إلى البحر تجرحنيوالفراشة تجرحني وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحنييا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلامأخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكيلأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة،عطر البنفسج يجرحني أوّل البحر يجرحني آخر البحر يجرحنيليتني لا أحبّكيا ليتني لا أحبّ ليشفى الرخاميطير الحمام يحطّ الحمام- أراك، فأنجو من الموت.جسمك مرفأبعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماءإلى أزرقٍ ضاع منهاوأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأفي خوختين على مرمرثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلينسأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأأراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأفكيف تشرّدني الأرض في الأرضكيف ينام المناميطير الحمام يحطّ الحمامحبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمي كي تنام الفرسحبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجةً أو نفسحبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك ويجتثّني من خطاك الحرسحبيبي، سأبكي عليك عليك عليك لأنك سطح سمائي وجسمي أرضك في الأرضجسمي مقاميطير الحمام يحطّ الحمامرأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسهعلى وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّهاونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمامرأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسهعلى دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالتيكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسروطار الحماموحطّ على الجسر والعاشقين الظلاميطير الحمام يطير الحمام -
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
أقدم لكم الأغنية الأجمل للفنان مرسيل خليفة لسنة 2009
والأغنية من كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل، محمود درويش
وألحان وغناء الفنان اللبناني الملتزم مرسيل خليفةوهذه كلمات الأغنية :
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاونرقص بين شهيدين. نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونسرق من دود القز خيطاً لنبني سماءً لنا ونُسيج هذا الرحيلا
ونفتح باب الحديقة كي يخرج الياسمين إلى الطرقات نهاراً جميلا
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونزرع حيث أقمنا نباتاً سريع النمو، ونحصد حيث أقمنا قتيلا
وننفخ في الناي لون البعيد البعيد، ونرسم فوق تراب الممر صهيلا
ونكتب أسماءنا حجراً حجراً، أيها البرق أوضح لنا الليل، أوضح قليلا
نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا