Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الحل لن يكون دبلوماسيا ولا عسكريا، بل اقتصاديا

 

 

في خصوص القضية الفلسطينية، وعلى عكس الرأي الشائع، أعتقد أن الصهاينة ليسوا، أو على الأقل لم يعودوا، بالقدرة التأثيرية التي يتحدث عنها الجميع.

أنا لا أؤمن أبدا بأسطورة اللوبي الصهيوني .. وحين أنظر إلى النظام العالمي الحالي لا أرى للصهاينة سوى دورا لا يتعدى العمل على استمرارية التوتر في الشرق الأوسط، وشغل العرب المسلمين بقضايا إقليمية ودينية.

وليس من دليل أفضل من العمليات العسكرية الأخيرة’ التي تتسم بالغباء الشديد حيث أنها لا تخدم بتاتا مصلحة الكيان الصهيوني، بل على العكس أضعفت "قضيته" أمام الرأي العام العالمي.

 

حسب رأيي، وهو رأي ليس وليد تخمينات مجردة، بل نتيجة أبحاث ودراسات شخصية معمقة، كل ما يحدث اليوم في العالم ليس بفعل سيطرة دولة ما أو تخطيط حكومة ما .. بل هو نتيجة عمل تنظيمات سرية (مثل الماسونية) .. تنظيمات تسيطر على رؤوس الأموال ولا تهمها مصلحة دولة أو مجموعة أشخاص مهما كانت ديانتهم أو جنسيتهم .. بل كل ما يهمها هو مزيد تدعيم ثراءها .. المال هو الذي يسير العالم ..

إذن مجموعات ضغط متعددة الجنسيات والديانات والأعراق، تمتلك رؤوس الأموال، تصنع الأسلحة وتحتكر استغلال الموارد الطبيعية، تتصرف في العالم كما تشاء ..

تسيطر على القرار في الدول الغربية وتسخر الدول النامية لتحقيق أرباح أكبر ولمزيد السيطرة على العالم ..

سواء كان في أمريكا، في لندن، أو في باريس .. تتعدد الأسماء .. تتعدد الحكومات والسياسة واحدة ..

ففي أمريكا مثلا، تم اللجوء إلى الغش المفضوح في انتخابات 2001 حتى يتم تنصيب بوش الابن ..

وفي الحقيقة، من تدعي أنها دولة الديمقراطية بالأساس، أي الولايات المتحدة الأمريكية، لا وجود لأية ديمقراطية في منظومتها السياسية، حيث لا توجد حرية انشاء الأحزاب السياسية، وحيث يتم انتخاب الرئيس بطريقة غير مباشرة .. كل شيء معد حتى تضمن مجموعات الضغط سيطرتها على الحكومة ..

 

القصد إذن واضح .. لا بد من العمل على استمرارية الصراعات الإقليمية .. لا بد من التحكم في الاحتقانات الجهوية .. ويتم تفعيل هذا الصراع أو هذه الحرب بحسب الظروف الاقتصادية .. (إيران، العراق، أفغانستان، الصومال، الكوريتان ...) ..

 

وفي هذا الإطار، أعتقد أن الحل الأمثل والأكثر واقعية للقضية الفلسطينية، لا يمكن أن يكون دبلوماسيا ولا عسكريا .. بل يجب البحث عن حل اقتصادي .. يجب خلق وضعية يصبح معها من مصلحة مجموعات الضغط هذه أن تعاد أرض فلسطين إلى شعبها ..

 

وفي هذا السياق، يكتسب مشروع "الاتحاد الاقتصادي الإسلامي" الذي كنت تحدثت عنه في مقال سابق (انظر مقال "حان الوقت") أهمية أكبر .. حيث سوف يصبح لمجموعات الضغط خيار بين التعامل مع  20 أو 30 مليون يهودي أو مليار ونصف مسلم .. وهنا لا ريب في أن المعادلة سوف تقتضي تغييرا جذريا في النظام العالمي .. تغيير تصبح فيه تسوية القضية الفلسطينية من الأولويات العالمية..

 

السؤال المطروح إذن .. هو متى يدرك العالم الإسلامي، حكومات وشعوبا، أنه حان الوقت لنهضة جديدة، من خلال العودة إلى وضعية تشبه آخر أيام المجد، أي الحقبة التي كانت فيها الإمبراطورية العثمانية هي السائدة .. مع الأخذ بعين الاعتبار وأن الوحدة المفيدة والمطلوبة ليست الوحدة السياسية .. على الأقل في الوقت الراهن، بل المطلوب هو الوحدة الاقتصادية.

 

"اللهم إنا مغلوبون فانصرنا وانصر بنا"

 

بهاء الدين

Les commentaires sont fermés.