Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

محمود درويش بين أحضان فلسطين

منقول عن جريدة 'القدس العربي'
(14/08/2008)
حول الفلسطينيون جنازة شاعرهم الوطني الكبير محمود درويش (67 عاما) الذي تبنى قضيتهم في قصائده وعبر عن طموحاتهم الوطنية الى ما يرقى الى الجنازة الرسمية في مدينة رام الله الاربعاء وشيعوا الرجل الذي عبر عن الشعور بالمنفى والفقد والتحدي. وغصت شوارع مدينة رام الله في الضفة الغربية بحشود غفيرة من المشيعين الذين تجمعوا لوداع الشاعر الراحل.
ورافق عشرات الآلاف موكب الجنازة سيرا على الاقدام من مقر الرئاسة الفلسطينية حيث هبطت الطائرة الاردنية التي اقلت جثمان درويش، الى موقع الدفن الذي يبعد حوالي كيلومترين.
وعلقت المئات من صور الشاعر الراحل على جانبي الطرق كتب عليها 'على هذه الارض ما يستحق الحياة'.
وقد اختارت السلطة الفلسطينية تلة جنوب رام الله تطل على ضواحي مدينة القدس التي يتطلع الفلسطينيون الى جعلها عاصمة لدولتهم المقبلة، وتبعد عنها بضعة كيلومترات، لدفن محمود درويش.
وتبرعت بلدية رام الله بالتلة لتكون مقاما ادبيا للشاعر الراحل، قرب قصر الثقافة الذي اقام فيه محمود درويش آخر امسياته الشعرية.
وعلقت لافتة ضخمة على احدى جهات القبر تحمل صورة درويش وقصيدته 'في حضرة الغائب' التي يقول كتاب وادباء ان عنوانها اشبه برثاء لنفسه.
وزرعت ثلاث اشجار نخيل على اطراف القبر وعشرات من اشجار الليمون. وقال عاملون في وزارة الاشغال العامة بانه سيتم احضار كميات من تراب بلدة البروة مكان ولادة الشاعر الراحل لوضعها على القبر.
ونقش على شاهدة قبر درويش 'على هذه الارض، سيدة الارض، ما يستحق الحياة'.
وخلال الجنازة، بكى المشيعون عند سماعهم تسجيلا لصوته في امسيته الشعرية الاخيرة في قصر الثقافة قبل اقل من شهر. ونقل تلفزيون فلسطين وقائع التشييع مصحوبا بكلمات اشعاره وغناء الموسيقار اللبناني مرسيل خليفة.
وجاء المشيعون، رجالا ونساء وشيوخا واطفالا من مختلف المناطق، ومن مدينة القدس وباقي ارجاء الضفة الغربية. وجاء بعضهم من الجولان السوري رفعوا العلم السوري ولافتة كتب عليها 'ثكلت فلسطين السليبة ملهما بين النوابغ ذروة شماء'.
لكن العدد الاكبر من المشيعين جاءوا من منطقة 48 وتوجهوا من قرية الجديدة التي تعيش فيها عائلة الشاعر.
وقال شهيل ميعاري (53 عاما) ان اكثر من ثلاثين حافلة قدمت من بلدة الجديدة لتشارك في تشييع درويش.
وارتدت مجموعة من الشبان قمصانا بيضاء حملت صور درويش، كتب عليها احد ابياته الشعرية 'لو اننا على حجر ذبحنا .. لن نقول نعم'.
واطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة عقب دفن الجثمان احتراما وتقديرا للشاعر درويش.
وكانت مروحية عسكرية اردنية حملت جثمان درويش من الاردن. وقد حطت في باحة المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس في رام الله.
وكانت مراسم وداع نظمت في مطار ماركا العسكري شرق عمان حيث وصل جثمان محمود درويش من الولايات المتحدة صباح امس.
وتوفي الشاعر الفلسطيني في التاسع من آب/اغسطس عن 67 عاما في احد مستشفيات الولايات المتحدة بسبب مضاعفات اثر عملية جراحية في القلب.
وأدت ثلة من حرس الشرف التحية امام النعش الذي لف بعلم فلسطيني وحمله ثمانية ضباط.
وبعد ذلك وضع الجثمان في قاعة قام الرئيس الفلسطيني فيها برثاء الشاعر الراحل الذي كان يجسد تطلعات شعبه الى الاستقلال ويروي آلامه التي ولدها النزوح والاحتلال.
عباس: الى اللقاء وقال عباس 'اليوم نودع نجما احببناه الى درجة العشق'، مؤكدا ان 'التاسع من آب/اغسطس (يوم وفاة درويش) يوم فارق في تاريخ الثقافة الفلسطينية والانسانية عندما ترجل ذاك الفارس العنيد عن صهوة الشعر والادب ليترك فينا شمسا لا تغيب ونهرا لا ينضب'.
واضاف ان محمود درويش 'اوفى عطاء بسخاء وزاد فينا طموحا بالمزيد لهذا لا نصدق انه رحل. وعندما نوقن بالقدر ونستسلم للقضاء الذي لا بد منه وليس لنا فيه من مفر تزداد فاجعتنا الما وأسى وحسرة'.
واكد عباس 'ستظل معنا يا محمود لانك تركت لنا ما يجعلنا نقول لك إلى اللقاء وليس الوداع'.
وقال سميح القاسم الذي اجهش في البكاء أثناء حفل التأبين :
"سامحنا على ضعفنا لأنك مسكون بالحنين إلى خبز أمك وقهوة أمك،
فإنهم مسكونون بهاجس العبثية والزوال،
ولأنك مفعم بحب شجرة الخروب التي على الطريق بين البروة وعكا،
فإنهم ملغمون بالكراهية وشهوة التدمير والتدمير الذاتي، لأنهم لا يحبون الحياة والسلام بقدر ما تحب أشجار الخروب والسنديان في وطنك'.
وقال 'يا أخا لم تلده أمي ...سامحنا على ضعفنا. سوف تتشبث حتى الموت باليقين بأن شعبنا العربي قدم المنسوب الاعلى من دماء الشهداء، وهذا الشعب الصغير الكبير المدهش بقوة حياته وحيويته يتقن فن ادارة المفاوضات ويتقن فن ادارة الانتفاضات أيضا.
ومثل فرنسا في مراسم التشييع رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان الذي كان على معرفة شخصية بدرويش ووصفه في كتابه 'فندق الأرق' بانه رجل 'يحمل ضوء نجمة حزينة'.
وأدى الحاضرون الصلاة على روح الشاعر وأمها مفتي القدس محمد حسين.
وكانت طائرة ارسلها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نقلت جثمان درويش من الولايات المتحدة الى مطار ماركا العسكري شرق عمان، حيث نظمت مراسم وداع للشاعر العربي الكبير.
وكان بين مستقبلي النعش في الاردن ممثلون عن جامعة الدول العربية ومسؤولون اردنيون وفلسطينيون بارزون بينهم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي رافق الجثمان الى رام الله على متن طائرة هليكوبتر عسكرية.
وشارك الموسيقار والمغني اللبناني مارسيل خليفة في استقبال الجثمان في الاردن وأدى وهو يبكي بعض الاغاني المأخوذة من قصائد لدرويش.
وقال خليفة 'باحس اليوم لحظة كثير قاسية. محمود أحبك أكثر وسنظل نحبك'.
وفي القاهرة تجمع جمهور الشاعر الفلسطيني محمود ردويش في حداد على ضوء الشموع مساء الثلاثاء لتوديع شاعرهم الراحل. وحضر الموسيقار وعازف العود العراقي نصير شمة أمسية الحداد على ضوء الشموع في القاهرة وأدى بعض ألحانه المستوحاة من اعمال درويش أمام المشاركين.
وقال شمة 'الألم والحزن ولذلك اليوم كل أصدقائه مدعوين هنا لإشعال الشموع.. إضاءة الشموع من أجل روحه وهو كان يريد احتفالا بالزهور وكان يريد احتفالا هادئا وصامتا وقد عملناه مثلما كان كتب في وصيته'.

Les commentaires sont fermés.