,
اقتربت الساعة من منتصف النهار
اقتربت الساعة من منتصف النهار
فارتدى علي معطفه الأزرق, وحمل جرابا ثم وقف بباب المنزل برهة من الزمن
تمعن في الأفق, أصغى جيدا .. ثم انطلق عدوا يطوي الأرض طيا
كما تعود عليه منذ أسبوعين, عليه أن يبلغ دكان العم أحمد ليتزود بقليل من السميد والزيت ..
لم يبق بالبيت الا الفتات,
وقلبه يتمزق كلما ألقى بصره على وجوه اخوته وهم يكتمون جوعهم وخوفهم ..
أما هو, فلم يعد صبيا,
اليوم وقد تجاوز الرابعة عشر عليه أن يوفر كل ما تحتاجه عائلته .. كما وعد أباه بذلك ..
انتزعه من خواطره انفجار عنيف في الشارع الموازي ..
فزاد في سرعته ..
ولكن خيبته كانت كبيرة عند المنعطف ..
لم يبقى أي أثر للبناية التي كان بها دكان العم أحمد .. لقد دكها قصف الليلة الماضية دكا ...
وقف هنيهة يفكر ... مالعمل الآن ؟
.. لا يمكن أن يعود إلى المنزل دون قليل من المؤونة ..
أجال بصره في الشارع .. أو بالأحرى فيما تبقى منه ..
أبصر بعض الأشخاص يقلبون الركام .. يبحثون عن بعض الأثاث أو ربما عن فقيد عزيز ..
وتفطن الى أنه لم يشعر بالحزن أبدا على العم أحمد ..
.. بل لم يفكر حتى في السؤال عنه .. ربما لم يصبه القصف ..
شعر بالخجل قليلا .. لكن سرعان ما تذكر المأزق الذي هو فيه ..
أخيرا قرر أن يبحث في الشوارع المحيطة بالمدرسة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ..
الطريق خطيرة ولكن حظوظه أوفر للحصول على المؤونة ...
في الطريق اخترق شوارعا ملأها الدمار ..
وصمتا ثقيلا .. يقطعه بين الحين والآخر صوت انفجار أو أزيز طائرة أو صاروخ ..
ولكنه لم يكترث لذلك
ولم يمنعه كل ذلك من الشعور بالراحة وهو عائد إلى البيت وقد فاز بمؤونة قد تكفيهم عدة أيام ..
استلقى علي على الأريكة التي أصبحت فراشه منذ بدء العدوان,
ومنذ أن دمرت إحدى الغارات الأولى منزلهم,
وأبحر مع خواطره ..
انه لا يفهم لماذا تهدم قوات الاحتلال مدينته,
ولا يفهم لماذا كل هذا الدمار ..
ولكنه تذكر وعده لأبيه ..
بأنهم لم يستسلموا أبدا لليأس ..
فهم رغم كل ما يجري ..
يحبون الحياة ...
بهاء الدين الحجري ,
كما تعود عليه منذ أسبوعين, عليه أن يبلغ دكان العم أحمد ليتزود بقليل من السميد والزيت ..
لم يبق بالبيت الا الفتات,
وقلبه يتمزق كلما ألقى بصره على وجوه اخوته وهم يكتمون جوعهم وخوفهم ..
أما هو, فلم يعد صبيا,
اليوم وقد تجاوز الرابعة عشر عليه أن يوفر كل ما تحتاجه عائلته .. كما وعد أباه بذلك ..
انتزعه من خواطره انفجار عنيف في الشارع الموازي ..
فزاد في سرعته ..
ولكن خيبته كانت كبيرة عند المنعطف ..
لم يبقى أي أثر للبناية التي كان بها دكان العم أحمد .. لقد دكها قصف الليلة الماضية دكا ...
وقف هنيهة يفكر ... مالعمل الآن ؟
.. لا يمكن أن يعود إلى المنزل دون قليل من المؤونة ..
أجال بصره في الشارع .. أو بالأحرى فيما تبقى منه ..
أبصر بعض الأشخاص يقلبون الركام .. يبحثون عن بعض الأثاث أو ربما عن فقيد عزيز ..
وتفطن الى أنه لم يشعر بالحزن أبدا على العم أحمد ..
.. بل لم يفكر حتى في السؤال عنه .. ربما لم يصبه القصف ..
شعر بالخجل قليلا .. لكن سرعان ما تذكر المأزق الذي هو فيه ..
أخيرا قرر أن يبحث في الشوارع المحيطة بالمدرسة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ..
الطريق خطيرة ولكن حظوظه أوفر للحصول على المؤونة ...
في الطريق اخترق شوارعا ملأها الدمار ..
وصمتا ثقيلا .. يقطعه بين الحين والآخر صوت انفجار أو أزيز طائرة أو صاروخ ..
ولكنه لم يكترث لذلك
ولم يمنعه كل ذلك من الشعور بالراحة وهو عائد إلى البيت وقد فاز بمؤونة قد تكفيهم عدة أيام ..
استلقى علي على الأريكة التي أصبحت فراشه منذ بدء العدوان,
ومنذ أن دمرت إحدى الغارات الأولى منزلهم,
وأبحر مع خواطره ..
انه لا يفهم لماذا تهدم قوات الاحتلال مدينته,
ولا يفهم لماذا كل هذا الدمار ..
ولكنه تذكر وعده لأبيه ..
بأنهم لم يستسلموا أبدا لليأس ..
فهم رغم كل ما يجري ..
يحبون الحياة ...
بهاء الدين الحجري ,